فصل: باب الْحجامَة والقيء للصَّائِم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تغليق التعليق على صحيح البخاري



قوله:

.باب قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا تَوَضَّأ فليستنشق بمنخره المَاء» وَلم يُمَيّز الصَّائِم من غَيره:

وَقَالَ الْحسن لَا بَأْس بالسعوط للصَّائِم إِن لم يصل إِلَى حلقه ويكتحل.
وَقَالَ عَطاء إِن تمضمض ثمَّ أفرغ مَا فِي فِيهِ من المَاء لَا يضر أَن يزدرد رِيقه وماذا بَقِي فِي فِيهِ وَلَا يمضغ العلك فَإِن ازدرد ريق العلك لَا أَقُول إِنَّه يفْطر وَلَكِن ينْهَى عَنهُ وَإِن استنثر فَدخل المَاء حلقه لَا بَأْس إِن لم يملك انْتَهَى.
أما الْمَرْفُوع فَهُوَ طرف من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَلم يُخرجهُ المُصَنّف مُسْندًا.
قرأته عَلَى عبد الرَّحْمَن بن عمر بن محلى بصالحية دمشق أَن عبد الله بن الْحسن بن الْحَافِظ أخْبرهُم أَنا مُحَمَّد بن سعد الْمَقْدِسِي حضورا وإجازة أَنا يَحْيَى بن مَحْمُود بن سعد الثَّقَفِيّ الْأَصْبَهَانِيّ قدم علينا أَن الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن الْحداد أخبرهُ بِقِرَاءَة أَبِيه عَلَيْهِ وَهُوَ حَاضر يسمع أَنا أَبُو نعيم ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب اللَّخْمِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ غير مرّة ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عباد الصَّنْعَانِيّ ثَنَا عبد الرَّزَّاق بن همام ثَنَا معمر بن رَاشد عَن همام بن مُنَبّه أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليستنشق بمنخره من المَاء ثمَّ ليستنثر».
رَوَاهُ مُسلم عَن مُحَمَّد بن رَافع عَن عبد الرَّزَّاق فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا.
وَقوله:
وَلم يُمَيّز بَين الصَّائِم من غَيره.
قَالَه تفقها وَهُوَ كَذَلِك فِي أصل الاستنشاق لَكِن ميز بَين الصَّائِم وَغَيره فِي الْمُبَالغَة فِي ذَلِك كَمَا فِي الحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْأَرْبَعَة وَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان وَغَيرهم من حَدِيث لَقِيط بن صبرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «بَالغ فِي الاستنشاق إِلَّا أَن تكون صَائِما».
وَأما قَول الْحسن فَلم أره فِي السعوط إِنَّمَا رَأَيْته فِي الْمَضْمَضَة كَمَا تقدم.
وَرَوَى عبد الرَّزَّاق عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الله عَن يُونُس عَن الْحسن قَالَ: (كنت أَدخل عَلَيْهِ وَهُوَ صَائِم فِي شدَّة الْحر فيمضمض بِالْمَاءِ ثمَّ يمجه من الظّهْر إِلَى الْعَصْر وَذَلِكَ فِي رَجَب).
وَجَاء عَن الْحسن مَا يدل عَلَى كراهيته وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن هِشَام عَن الْحسن (أَنه كره للصَّائِم أَن يستسعط) وأثره فِي الْكحل تقدم قَرِيبا.
وَأما أَقْوَال عَطاء فقد أحلنا مَا تقدم عَلَيْهَا هُنَا.
قَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدثنَا ابْن الْمُبَارك أَخْبرنِي ابْن جريج عَن عَطاء قلت لَهُ (الصَّائِم يتمضمض ثمَّ يزدرد رِيقه وَهُوَ صَائِم قَالَ لَا يضرّهُ وماذا بَقِي فِي فِيهِ).
وَكَذَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَن ابْن جريج.
وَأما قوله فِي العلك:
فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه أخبرنَا ابْن جريج قَالَ قلت لعطاء (أيمضغ الصَّائِم العلك قَالَ لَا قلت إِنَّه ينفث ريق العلك ويزدرده وَلَا يمصه).
قَالَ وَقلت لعطاء (أيتسوك الصَّائِم قَالَ نعم قيل لَهُ أيزدرد رِيقه قَالَ لَا قلت فَفعل أيضره قَالَ لَا وَلَكِن ينْهَى عَن ذَلِك).
قَالَ وَقلت لعطاء (إِنْسَان استنثر فَدخل المَاء فِي حلقه قَالَ لَا بَأْس بذلك).
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف حَدثنَا مخلد عَن ابْن جريج: «أَن إنْسَانا قَالَ لعطاء أتمضمض فَيدْخل المَاء حلقي قَالَ لَا بَأْس لم تملك».
وَقَالَ أَيْضا حَدثنَا حُسَيْن بن عَلِيّ عَن زَائِدَة عَن لَيْث هُوَ ابْن أبي سليم عَن عَطاء قَالَ: «لَا بَأْس أَن يمضغ الصَّائِم العلك وَلَا يبلع رِيقه» كَذَا قَالَ وَلَيْث ضَعِيف.
قوله:

.باب إِذا جَامع فِي رَمَضَان:

وَيذكر عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه: «من أفطر يَوْمًا من رَمَضَان من غير عذر وَلَا مرض لم يقضه صَوْم الدَّهْر وَإِن صَامَهُ» وَبِه قَالَ ابْن مَسْعُود.
وَقَالَ سعيد بن الْمسيب وَالشعْبِيّ وَابْن جُبَير وَإِبْرَاهِيم وَقَتَادَة وَحَمَّاد يقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ انْتَهَى.
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَقَرَأت عَلَى أبي الْفرج بن حَمَّاد أخْبركُم أَحْمد بن مَنْصُور أَن عَلِيّ بْن أَحْمد الْمَقْدِسِي أخْبرهُم عَن أبي المكارم اللبان أَنا أَبُو عَلِيّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم أَنا عبد الله بن جَعْفَر ثَنَا يُونُس بن حبيب ثَنَا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ثَنَا شُعْبَة عَن حبيب بن أبي تائب سَمِعت عمَارَة بْن عُمَيْر يحدث عَن أبي المطوس قَالَ حبيب وَقد رَأَيْت أَبَا المطوس عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من أفطر يَوْمًا من رَمَضَان فِي غير رخصَة رخصها الله تَعَالَى لَهُ لم يقْض عَنهُ وَإِن صَامَ الدَّهْر كُله».
وقرأت عَلَى أبي الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي أَن عَلَيْك بن عبد الله أخْبرهُم أَنا النجيب أَنا أَبُو الْفرج القصري أَنا ابْن الْحصين أَنا الْجَوْهَرِي أَنا ابْن حمدَان.
(ح) وَقُرِئَ عَلَى عبد الله بن عمر الحلاوي وَأَنا أسمع أخْبركُم مُحَمَّد بن أَحْمد بْن خَالِد أَن أَبَا مُحَمَّد بن السكرِي أخبرهُ عَن عفيفة بنت أَحْمد أَن عبد الْوَاحِد بْن مُحَمَّد أخْبرهُم أَنا أَبُو نعيم ثَنَا أَبُو عَلِيّ بن الصَّواف قَالَا: ثَنَا بشر بْن مُوسَى ثَنَا أَبُو نعيم ثَنَا سُفْيَان عَن حبيب بن أبي تائب عَن أبي المطوس عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة بِهِ نَحوه وَلم يذكر عمَارَة.
رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه عَن بنْدَار عَن أبي دَاوُد فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن مَحْمُود عَن أبي دَاوُد بِهِ وَعَن عَمْرو بن عَلِيّ عَن أبي نعيم بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيا فِي الرِّوَايَتَيْنِ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَن أبي بكر بن فورك عَن عبد الله بن جَعْفَر فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيا أَيْضا.
وَرَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث شُعْبَة أَيْضا وَفِيه اضْطِرَاب وَاخْتِلَاف قَالَ التِّرْمِذِيّ سَأَلت مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ أَبُو المطوس اسْمه يزِيد بن المطوس لَا أعرف غير هَذَا الحَدِيث.
وَقَالَ فِي التَّارِيخ تفرد بِهَذَا الحَدِيث وَلَا أَدْرِي سمع أَبوهُ من أبي هُرَيْرَة أم لَا انْتَهَى.
وَمن الاضطراب الَّذِي فِيهِ رِوَايَة زيد بن أبي أنيسَة لَهُ عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن عَلِيّ بن الْحُسَيْن عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا وَرِوَايَة كَامِل بن الْعَلَاء عَن حبيب عَن سعيد بن جُبَير عَن أبي المطوس.
وَله طَرِيق أُخْرَى عَن أبي هُرَيْرَة رَوَاهَا الدَّارَقُطْنِيّ من حَدِيث عمار بن مطر عَن قيس عَن عمر بن مرّة عَن عبد الله بن الْحَارِث عَن عبد الله بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة وَقيس هُوَ ابْن الرّبيع مُخْتَلف فِي الاحتجاج بِهِ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بن سعيد عَن سُفْيَان عَن حبيب عَن عمَارَة بِمثل رِوَايَة شُعْبَة.
وَرَوَاهُ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن سُفْيَان عَن حبيب قَالَ حَدثنِي أَبُو المطوس وَلم يذكر عمَارَة.
أخبرنَا بذلك الْحَافِظ أَبُو الْفضل بن الْحُسَيْن أَنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَحْيَى أَنا عبد الرَّحِيم بن يُوسُف أَنا عمر بن مُحَمَّد بن طبرزد أَنا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَنا الْحسن بن عَلِيّ أَنا عَلِيّ بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ ثَنَا يُوسُف بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بن أبي بكر ثَنَا يَحْيَى وَعبد الرَّحْمَن فرقهما بِهِ.
وَهَكَذَا رَوَاهُ مُسَدّد عَن يَحْيَى بن سعيد الْقطَّان عَن شُعْبَة وَالثَّوْري جَمِيعًا.
وَأما قَول ابْن مَسْعُود فَأخْبرنَا أَحْمد بن أبي بكر فِي كِتَابه أَن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن أخبرهُ أَنا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإربلي عَن شهدة بنت الإبري سَمَاعا أَن طراد بن مُحَمَّد بن عَلِيّ الزَّيْنَبِي أخْبرهُم أَنا أَبُو الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحفار أَنا الْحُسَيْن بن يَحْيَى بن عَبَّاس ثَنَا إِبْرَاهِيم بن محشر ثَنَا عُبَيْدَة بن حميد عَن مَنْصُور عَن وَاصل عَن الْمُغيرَة بن عبد الله الْيَشْكُرِي قَالَ حدثت أَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: (من أفطر يَوْمًا من رَمَضَان من غير عِلّة لم يجزه صِيَام الدَّهْر حَتَّى يلقى الله عَزَّ وَجَلَّ فَإِن شَاءَ غفر لَهُ وَإِن شَاءَ عذبه).
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن الْكَبِير عَن هِلَال الحفار فوافقناه فِيهِ بعلو دَرَجَة عَلَى طَرِيقه.
وَهَكَذَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن الثَّوْريّ عَن وَاصل الأحدب وَإِسْنَاده صَحِيح لَو فسر الْمُغيرَة من حَدثهُ.
ثمَّ رَأَيْته فِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة قَالَ: ثَنَا وَكِيع عَن سُفْيَان عَن وَاصل عَن مُغيرَة عَن فلَان بن الْحَارِث عَن ابْن مَسْعُود بِهِ وَالرجل مَعَ ذَلِك مُبْهَم لَكِن يعتضد بمجيئه من وَجه آخر.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا الْحسن بن عَلِيّ بن عَفَّان ثَنَا أَبُو أُسَامَة عَن عبد الْملك ثَنَا أَبُو الْمُغيرَة الثَّقَفِيّ عَن عرْفجَة قَالَ: قَالَ عبد الله بن مَسْعُود (من أفطر يَوْمًا من رَمَضَان مُتَعَمدا من غير عِلّة ثمَّ قَضَى طول الدَّهْر لم يقبل مِنْهُ).
وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير أَيْضا.
وَأما قَول سعيد بن الْمسيب فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن معمر عَن قَتَادَة قَالَ: «سَأَلت ابْن الْمسيب عَن رجل أكل فِي رَمَضَان عَامِدًا قَالَ عَلَيْهِ صِيَام شهر قَالَ قلت فيومين قَالَ صِيَام شهر قَالَ فعددت أَيَّامًا فَقَالَ صِيَام شهر هَكَذَا قَالَ».
وَقد رَوَيْنَاهُ من طَرِيق سعيد مَرْفُوعا مُرْسلا قَالَ مُسَدّد فِي مُسْنده ثَنَا يَحْيَى عَن ابْن عجلَان أَنا الْمطلب هُوَ عبد الله بن حنْطَب عَن سعيد بن الْمسيب (أَن رجلا أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أفطرت يَوْمًا من رَمَضَان قَالَ تصدق لما صنعت وصم يَوْمًا مَكَانَهُ واستغفر الله عَزَّ وَجَلَّ).
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن أَيُّوب عَن رجل عَن ابْن الْمسيب فِي الَّذِي يَقع عَلَى أَهله فِي رَمَضَان قَالَ: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أعْتِقْ رَقَبَة قَالَ لَا أجد قَالَ فَتصدق بِشَيْء قَالَ لَا أعلمهُ إِلَّا قَالَ فَاقْض يَوْمًا مَكَانَهُ).
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا عَبدة عَن عَاصِم قَالَ: (أرسل أَبُو قلَابَة إِلَى ابْن الْمسيب يسْأَله عَن رجل أفطر يَوْمًا من رَمَضَان مُتَعَمدا فَقَالَ سعيد يَصُوم مَكَان كل يَوْم أفطر شهرا) فاختلفت الرِّوَايَة عَن ابْن الْمسيب فِي ذَلِك.
وَأما قَول الشّعبِيّ فَسَيَأْتِي.
وَقَالَ سعيد بن مَنْصُور فِي السّنَن حَدثنَا هشيم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن الشّعبِيّ (فِي رجل أفطر فِي رَمَضَان قَالَ يَصُوم يَوْمًا مَكَانَهُ ويستغفر الله).
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل بِهِ.
أما قَول سعيد بن جُبَير وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ جَمِيعًا فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو زَكَرِيَّا بن أبي إِسْحَاق أَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا مُحَمَّد بْن عبد الْوَهَّاب أَنا جَعْفَر بن عون أَنا سعيد يَعْنِي ابْن أبي عرُوبَة عَن أبي معشر عَن إِبْرَاهِيم هُوَ النَّخعِيّ.
(ح) وَعَن سعيد عَن يعْلى عَن سعيد بن جُبَير (فِي رجل أفطر فِي رَمَضَان يَوْمًا مُتَعَمدا قَالَا مَا نَدْرِي مَا كَفَّارَته يَصُوم يَوْمًا مَكَانَهُ وليستغفر الله).
رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه عَن هشيم عَن مُغيرَة.
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن شريك عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم بِهِ.
وَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا عَبدة عَن سعيد عَن يعْلى بن حَكِيم عَن سعيد بْن جُبَير (فِي رجل أفطر يَوْمًا من رَمَضَان مُتَعَمدا قَالَ ليَسْتَغْفِر الله من ذَلِك وَيَتُوب إِلَيْهِ وَيَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ).
وَأما قَول قَتَادَة فَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الْحسن وَقَتَادَة بِهِ فِي حَدِيث المجامع.
وَأما قَول حَمَّاد فَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن عُيَيْنَة عَن شيخ من بجيلة قَالَ: (سَأَلت الشّعبِيّ عَن رجل أفطر يَوْمًا من رَمَضَان قَالَ مَا يَقُول فِيهِ المغاليق ثمَّ قَالَ الشّعبِيّ يَصُوم يَوْمًا مَكَانَهُ ويستغفر الله).
قَالَ عبد الرَّزَّاق وَقَالَهُ أَبُو حنيفَة عَن حَمَّاد هُوَ ابْن أبي سُلَيْمَان.
قوله فِي:

.باب الْحجامَة والقيء للصَّائِم:

قَالَ لي يَحْيَى بن صَالح ثَنَا مُعَاوِيَة بن سَلام ثَنَا يَحْيَى عَن عمر بن الحكم بْن ثَوْبَان عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (إِذا قاء فَلَا يفْطر إِنَّمَا يخرج وَلَا يولج) قَالَ وَيذكر عَن أبي هُرَيْرَة أَنه يفْطر وَالْأول أصح.
وَقَالَ ابْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة (الصَّوْم مِمَّا دخل وَلَيْسَ مِمَّا خرج).
وَكَانَ ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما يحتجم وَهُوَ صَائِم ثمَّ تَركه فَكَانَ يحتجم بِاللَّيْلِ وَاحْتَجَمَ أَبُو مُوسَى لَيْلًا وَيذكر عَن سعد وَزيد بن أَرقم وَأم سَلمَة احتجموا صياما وَقَالَ بكير عَن أم عَلْقَمَة كُنَّا نحتجم عِنْد عَائِشَة فَلَا تنْهَى وَيروَى عَن الْحسن عَن غير وَاحِد مَرْفُوعا قَالَ: «أفطر الحاجم والمحجوم».
قَالَ لي عَيَّاش حَدثنَا عبد الْأَعْلَى ثَنَا يُونُس عَن الْحسن مثله قيل لَهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نعم ثمَّ قَالَ الله أعلم انْتَهَى.
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَأخْبرنَا بِهِ أَحْمد بن عَلِيّ بن يَحْيَى بن تَمِيم أَن أَحْمد بن نعْمَة أخبرهُ أَنا أَبُو المنجا بن اللتي أَنا أَبُو الْوَقْت أَنا أَبُو الْحسن بن المظفر أَنا أَبُو مُحَمَّد بن أعين أَنا عِيسَى بن عمر أَنا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ أَنا يَعْنِي الحكم بن مُوسَى أَنا عِيسَى بْن يُونُس ثَنَا هِشَام بن حسان عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من ذرعه الْقَيْء وَهُوَ صَائِم فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاء وَإِن استقاء فليقض» قَالَ الدَّارمِيّ قَالَ عِيسَى بن يُونُس زعم أهل الْبَصْرَة أَن هشاما أوهم فِيهِ انْتَهَى.
قلت سقط الحكم فِي غَالب النّسخ الَّتِي وقفت عَلَيْهَا من مُسْند الدَّارمِيّ فَكتبت يَعْنِي لهَذَا فلابد مِنْهُ لِأَن موت عِيسَى بن يُونُس قبل طلب الدَّارمِيّ الحَدِيث وَيحْتَمل أَن يكون شيخ الدَّارمِيّ فِيهِ سعيد بن مَنْصُور أَو مُسَددًا لَكِن غلب عَلَى ظَنِّي أَنه الحكم لإكثار الدَّارمِيّ عَنهُ.
رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور عَن عِيسَى بِهِ.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُسَدّد.
وَالتِّرْمِذِيّ عَن عَلِيّ بن حجر.
وَالنَّسَائِيّ عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَابْن مَاجَه عَن أبي زرْعَة عَن الحكم بن مُوسَى.
أربعتهم عَن عِيسَى بن يُونُس بِهِ فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب لَا نعرفه من حَدِيث هِشَام إِلَّا من حَدِيث عِيسَى.
وَقَالَ مُحَمَّد لَا أرَاهُ مَحْفُوظًا.
قلت قد رَوَاهُ ابْن مَاجَه أَيْضا عَن أبي زرْعَة.
وَعَن أبي الشعْثَاء عَلِيّ بن الْحسن بن سلمَان عَن حَفْص بن غياث عَن هِشَام نَحوه فَكَأَن هشاما هُوَ المتفرد بِهِ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الدَّارمِيّ.
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة ابْن وهب وَغَيره عَن عِيسَى بن يُونُس وَقَالَ رُوَاته كلهم ثِقَات.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من رِوَايَة مُسَدّد وَعلي بن حجر عَن عِيسَى بن يُونُس وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرطهمَا وَلم يخرجَاهُ.
وَأخرجه أَيْضا عَن الْأَصَم عَن إِبْرَاهِيم بن أبي دَاوُد الْبُرُلُّسِيّ عَن يَحْيَى بن سُلَيْمَان الْجعْفِيّ عَن حَفْص بن غياث بِهِ.
قلت قوله عَلَى شَرطهمَا غير مُسلم فقد أعله البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ كَمَا سَنذكرُهُ.
وَحكم فِي الْجَامِع كَمَا ذكرنَا أَن رِوَايَة عمر بن الحكم عَن أبي هُرَيْرَة أصح.
وَقَالَ فِي التَّارِيخ قَالَ مُسَدّد حَدثنَا عِيسَى بن يُونُس فَذكره وَقَالَ بعده وَلم يَصح وَإِنَّمَا يرْوَى هَذَا عَن عبيد الله بن سعيد يَعْنِي المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه.
قلت وَعبد الله بن سعيد المَقْبُري ضَعِيف جدا.
وَقد أسْند حَدِيثه الدَّارَقُطْنِيّ من وَجْهَيْن وَقَالَ عبد الله لَيْسَ بِالْقَوِيّ.
وَأما قَول ابْن عَبَّاس فَقَالَ ابْن أبي شيبَة عَن وَكِيع عَن الْأَعْمَش عَن أبي ظبْيَان عَن ابْن عَبَّاس (فِي الْحجامَة للصَّائِم قَالَ الْفطر مِمَّا دخل وَلَيْسَ مِمَّا خرج).
وَأما قَول عِكْرِمَة فَقَالَ ابْن أبي شيبَة حَدثنَا هشيم عَن حُصَيْن عَن عِكْرِمَة مثله.
وَقد ورد مثله مَرْفُوعا أخرجه أَبُو يعْلى من حَدِيث عَائِشَة وَفِي إِسْنَاده من لَا يعرف.
وَأما أثر ابْن عمر فَقَالَ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن نَافِع عَن عبد الله بن عمر (أَنه احْتجم وَهُوَ صَائِم ثمَّ ترك ذَلِك بعد فَكَانَ إِذا صَامَ لم يحتجم حَتَّى يفْطر).
وقرأت عَلَى أَحْمد بن عَلِيّ الْهَاشِمِي أخْبركُم أَحْمد بن نعْمَة عَن عبد الله بن المظفر أَن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْحَاجِب أخبرهُ أَنا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام أَنا الْحسن بن أَحْمد أَنا دعْلج أبن أَحْمد ثَنَا مُحَمَّد بن عَلِيّ ثَنَا أَحْمد بن شبيب ثَنَا أبي عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب (أَن سعد بن أبي وَقاص وَابْن عمر كَانَا يحتجمان وهما صائمان فِي رَمَضَان وَغَيره ثمَّ إِن ابْن عمر ترك ذَلِك فِي أخر عمره للضعف).
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه.
وَأما أثر أبي مُوسَى فَقَرَأت عَلَى سُلَيْمَان بن أَحْمد السقا بِطيبَة أخْبركُم أَحْمد بن عَلِيّ بن الْحسن الهكاري بِدِمَشْق أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أخبرهُ أَنا أَبُو الْقَاسِم البوصيري أَنا أَبُو جَعْفَر يَحْيَى بن المشرف أَنا أَحْمد بن سعيد بن نَفِيس الْمُقْرِئ أَنا أَبُو طَاهِر بن فيل ثَنَا أَبُو أُميَّة ثَنَا روح بْن عبَادَة ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن مطر الْوراق عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ أَن أَبَا رَافع قَالَ دخلت عَلَى أبي مُوسَى وَهُوَ يحتجم لَيْلًا فَقلت أَلا كَانَ هَذَا نَهَارا فَقَالَ أتأمرني أَن أريق دمي وَأَنا صَائِم وَقد سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «أفطر الحاجم والمحجوم».
رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن الْحسن بن إِسْحَاق عَن روح فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث قَتَادَة عَن بكر مَوْقُوفا.
وَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن مُحَمَّد بن أبي عدي عَن حميد عَن بكر عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ: (دخلت عَلَى أبي مُوسَى وَهُوَ أَمِير الْبَصْرَة ممسيا فَوَجَدته يَأْكُل تَمرا وكافحا وَقد احْتجم فَقلت لَهُ أَلا تحتجم بنهار قَالَ أتأمرني أَن أهريق دمي وَأَنا صَائِم) وَلم يذكر الْمَرْفُوع مِنْهُ.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق روح بن عبَادَة وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ.
وَقَالَ بعده سَمِعت أَبَا عَلِيّ الْحَافِظ يَقُول قلت لعبدان الْأَهْوَازِي يَصح: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتجم وَهُوَ صَائِم» فَقَالَ سَمِعت عباسا الْعَنْبَري يَقُول سَمِعت عَلِيّ بن الْمَدِينِيّ يَقُول قد صَحَّ حَدِيث أبي رَافع عَن أبي مُوسَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أفطر الحاجم والمحجوم».
وَأما أثر سعد فَقَالَ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن ابْن شهَاب (أَن سعد بن أبي وَقاص وَعبد الله بن عمر كَانَا يحتجمان وهما صائمان) هَذَا مُنْقَطع وَقد تقدّمت لَهُ طَرِيق أُخْرَى قَرِيبا.
وَقَالَ: حَدثنَا عَفَّان ثَنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد عَن عُثْمَان بن حَكِيم عَن عَامر بْن سعد قَالَ: (كَانَ أبي يحتجم وَهُوَ صَائِم).
وَأما أثر زيد بن أَرقم فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَن الثَّوْريّ عَن يُونُس بْن عبد الله الْجرْمِي عَن دِينَار قَالَ: (حجمت زيد بن أَرقم وَهُوَ صَائِم).
وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن يعْلى بن عبيد عَن يُونُس الْجرْمِي بِهِ.
وَأما أثر أم سَلمَة فَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَن الثَّوْريّ عَن فرات عَن قيس عَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَنَّهَا كَانَت تحتجم وَهِي صَائِمَة).
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة عَن يزِيد بن هَارُون أَنا سُفْيَان عَن فرات عَن مولَى لأم سَلمَة (أَنه رَأَى أم سَلمَة تحتجم وَهِي صَائِمَة).
وَأما أثر أم عَلْقَمَة فَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه حَدثنِي يَحْيَى بن سُلَيْمَان الْجعْفِيّ ثَنَا ابْن وهب ثَنَا مخرمَة وَهُوَ ابْن بكير عَن أَبِيه عَن أم عَلْقَمَة قَالَت: «كُنَّا نحتجم عِنْد عَائِشَة وَنحن صِيَام وَبَنُو أخي عَائِشَة فَلَا تنهاهم».
وَأما حَدِيث الْحسن عَن غير وَاحِد فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو بكر الْفَارِسِي ثَنَا أَبُو إِسْحَاق الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا أَبُو أَحْمد بن فَارس ثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ يَعْنِي فِي التَّارِيخ حَدثنِي عَيَّاش حَدثنِي عبد الْأَعْلَى عَن يُونُس عَن الْحسن.
(ح) وَقَالَ أَيْضا أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد الإِسْفِرَايِينِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْبَراء ثَنَا عَلِيّ بن الْمَدِينِيّ ثَنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان عَن أَبِيه عَن الْحسن عَن غير وَاحِد من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أفطر الحاجم والمحجوم».
رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى عَن مُعْتَمر بِهِ.
قَالَ عَلِيّ بن الْمَدِينِيّ رَوَاهُ يُونُس عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة.
وَرَوَاهُ قَتَادَة عَن الْحسن عَن ثَوْبَان.
وَرَوَاهُ عَطاء بن السَّائِب عَن الْحسن عَن معقل بن يسَار.
وَرَوَاهُ مطر عَن الْحسن عَن عَلّي.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَرَوَاهُ أَشْعَث عَن الْحسن عَن أُسَامَة.
قلت وَرَوَاهُ قَتَادَة أَيْضا عَن الْحسن عَن عَلِيّ أخرجه عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَنهُ.
وَرَوَاهُ أَبُو مرّة عَن الْحسن عَن غير وَاحِد من الصَّحَابَة أخرجه النَّسَائِيّ وَرِوَايَة البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ لحَدِيث عبد الْأَعْلَى مِمَّا يدل عَلَى صِحَة مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ أَنه إِذا قَالَ: قَالَ لي فَهُوَ مَحْمُول عَلَى السماع.
قوله فِيهِ.
[1940]- حَدثنَا آدم ثَنَا شُعْبَة قَالَ: سَمِعت ثَابتا قَالَ: سُئِلَ أنس بن مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (أَكُنْتُم تَكْرَهُونَ الْحجامَة للصَّائِم قَالَ لَا إِلَّا من أجل الضعْف).
وَزَاد شَبابَة ثَنَا شُعْبَة عَلَى عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى.
حَدِيث آدم عِنْد البُخَارِيّ مِمَّا وَقع فِيهِ الْخلَل مِمَّن هُوَ دونه فقد رَوَاهُ أَبُو ذَر عَن مشايخه عَلَى الصَّوَاب وَلَكِن وَقع فِي كثير من الرِّوَايَات سَمِعت ثَابتا الْبنانِيّ يسْأَل أنس بن مَالك وَهُوَ خطأ.
وَقد رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن ديزيل الْحَافِظ وجعفر بن مُحَمَّد القلانسي وَأَبُو قرصانة مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْعَسْقَلَانِي وَغَيرهم عَن آدم عَن شُعْبَة عَن حميد الطَّوِيل قَالَ: سَمِعت ثَابتا يسْأَل أنسا وَهَذَا هُوَ الَّذِي لَا يتَّجه غَيره فَإِن شُعْبَة لم يلْحق أنسا وَلم يسمع مِنْهُ وَإِن كَانَ بَعضهم أثبت لَهُ رُؤْيَة.
وَقد أصلحت فِي بعض النّسخ من الصَّحِيح سُئِلَ أنس وَهُوَ أقرب إِلَى الصَّوَاب من الأول وَهَذَا لَيْسَ من شرطنا بل نبهنا عَلَيْهِ للفائدة.
وَقد وَقع لنا حَدِيث ابْن ديزيل وَمن وَافقه بِالسَّمَاعِ قَالَ الْبَيْهَقِيّ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن الْحسن القَاضِي ثَنَا إبراهيم بْن الْحُسَيْن ثَنَا آدم ثَنَا شُعْبَة عَن حميد قَالَ: (سَمِعت ثَابتا وَهُوَ يسْأَل أنس بْن مَالك أَكُنْتُم تَكْرَهُونَ الْحجامَة للصَّائِم قَالَ لَا إِلَّا من أجل الضعْف).
قَالَ الْبَيْهَقِيّ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح عَن آدم عَن شُعْبَة سَمِعت ثَابتا الْبنانِيّ يسْأَل أنس بن مَالك وَالصَّحِيح مَا رَوَيْنَاهُ عَن آدم انْتَهَى.
وَكَذَلِكَ قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْحجَّاج الْمزي فِي الْأَطْرَاف وَقَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد القلانسي ثَنَا آدم ثَنَا شُعْبَة عَن حميد قَالَ: سَمِعت ثَابتا الْبنانِيّ يسْأَل أنس بن مَالك فَذكره.
وَأما حَدِيث شَبابَة فَقَرَأت عَلَى فَاطِمَة بنت المنجا بِدِمَشْق أخْبركُم عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن فِي كِتَابه فِيمَا قرئَ عَلَى كَرِيمَة بنت عبد الْوَهَّاب وَهُوَ يسمع عَن أبي الْخَيْر الباغيان أَن أَبَا عمر بن أبي عبد الله بن مَنْدَه أخبرهُ أَنا أبي أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَاتِم ثَنَا عبد الله بن روح ثَنَا شَبابَة بن سوار ثَنَا شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أبي المتَوَكل عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: «فِي الْحجامَة للصَّائِم فَقَالَ إِنَّمَا كَرهُوا لِأَن مِنْهُ الضعْف».
قَالَ وثنا شُعْبَة عَن حميد عَن أنس نَحوه.